رامسر، جوهرة مازندران الساحلية مدينة رامسر السياحية رامسر، واحدة من أجمل وأجذب المدن في شمال إيران، ...
يقع ميدان شهرداري في قلب مدينة رشت ويعتبر من الشوارع التاريخية ذات الأجواء الحيوية. تُعرف هذه الساحة بأنها مركز اجتماعي وتجاري مهم، ومع هندستها المعمارية التقليدية وبيوتها القديمة التي تقع حولها، فإنها تعطي جوًا خاصًا للبلدية. في هذا المكان، يتم تنسيق الجمال التاريخي والثقافي مع الحياة العصرية ويخلق جوًا جذابًا وممتعًا للسياح والسكان المحليين. كما تربط الشوارع المحيطة بالساحة الحياة اليومية والأنشطة التجارية بتاريخ المكان، مع المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم التقليدية. يُعرف هذا المكان بأنه مركز تسوق وترفيه متميز في مدينة رشت ويعتبر نقطة جذب للسياح والمهتمين بالثقافة والفن المحلي كل عام. تعتبر ساحة شهرداري بأجوائها الخاصة مكانًا يستمتع فيه السكان المحليون والزوار بلحظاتهم السعيدة والخاصة في نفس الوقت، وتعرض تاريخ مدينة رشت وجمالها الثقافي..
ميدان بلدية رشت: جوهرة من التاريخ والجمال في شمال إيران
إذا قادتك قدماك يومًا إلى المدن الخضراء الحالمة في شمال إيران، فمن المؤكد أنك ستسمع اسم ميدان بلدية رشت؛ المكان الذي يجتمع فيه التاريخ والثقافة والحياة اليومية لشعب جيلان في تناغم فريد لا مثيل له. ميدان بلدية رشت ليس فقط رمزًا لهذه المدينة المطيرة، ولكنه القلب النابض الذي جمع بين التاريخ العريق والمعالم الحديثة في مكان واحد.
منذ 93 عامًا، كان قصر بلدية رشت يتألق كجوهرة ساطعة في قلب المدينة. السياح والزوار يستمتعون بالمشي على الأرصفة المرصوفة حول الميدان، حيث يتأملون جمال هذا المبنى التاريخي، ويطعمون الحمام الأبيض، ليصنعوا لأنفسهم لحظات هادئة وممتعة.
ميدان بلدية رشت، الذي أعيد تسميته في السنوات الأخيرة تكريمًا لشهداء سربُل ذهاب، تم تسجيله منذ عام 1356 هـ.ش (1977 م) كواحد من المعالم الوطنية لإيران.
مقالة ذات صلة : المناطق السياحية في مدينة رشت
تاريخ ميدان بلدية رشت العريق
يقع هذا الميدان في وسط مدينة رشت، وكان منذ القدم يُعرف بأنه النقطة المحورية للمدينة. عندما كانت رشت تتألق كمركز اقتصادي وثقافي للمنطقة، كان ميدان البلدية مركزًا للتجارة والتجمعات الاجتماعية. الموقع الذي يشغله اليوم مبنى البلدية كان قديمًا يقع على تل يضم ضريح الإمام جعفر.
تم بناء المباني المحيطة بالميدان في أوائل عصر البهلوي بأسلوب معماري مستوحى من النيوكلاسيكية الأوروبية، وخصوصًا شارع “نيفيسكي” في سانت بطرسبرغ. المصمم الذي أشرف على هذه الإنشاءات هو أرتم سرداراف، المهندس الأرمني المقيم في رشت، والذي نجح في منح الميدان مظهرًا عصريًا وفي الوقت ذاته فخمًا وأنيقًا. يعود الافتتاح الرسمي لهذا المجمع إلى عام 1305 هـ.ش (1926 م)، حيث كان مبنى البلدية أحد أبرز المعالم المستخدمة في هذا الميدان.
برج الساعة: رمز خالد في ميدان بلدية رشت
واحدة من أبرز المعالم في ميدان بلدية رشت هي برج الساعة، الذي أضيف إلى المجمع بعد ثلاث سنوات من اكتمال المبنى الرئيسي، أي في عام 1308 هـ.ش (1929 م). صوت أجراس الساعة، الذي يُسمع كل ساعة بعدد الساعات وكل نصف ساعة مرة واحدة، أصبح لحنًا مألوفًا لسكان المدينة وزوارها.
برج الساعة لا يُعد مجرد رمز لمدينة رشت، بل يمثل تذكيرًا بزمن كانت فيه الساعات أدوات دقيقة وقيمة، تحمل في كل دقة منها معنى مرور الوقت وأهميته.
يبلغ ارتفاع هذا البرج الشامخ حوالي 24 مترًا، وكان بمثابة حارس يقظ يشرف على المدينة بأكملها. من أعلاه، كان يمكن رصد أي اضطرابات أو أزمات في المدينة. بالإضافة إلى ذلك، كان هذا البرج يستخدم لمراقبة الحرائق، التي كانت في ذلك الوقت تشكل تهديدًا كبيرًا للمباني ذات البنية الخشبية المنتشرة في المدينة.
في زلزال عام 1369 هـ.ش (1990 م)، تعرض برج الساعة ومبنى البلدية لأضرار جسيمة. ومع ذلك، وبفضل جهود فريق الترميم بقيادة المهندس روبرت واهانيان، تمت إعادة ترميم هذا المعلم التاريخي، واستعاد بريقه في أقل من عام.
مقالة ذات صلة : ديلمان، المكان الأخضر الأكثر نظافة في جيلان
المباني التاريخية المحيطة بميدان بلدية رشت: قصص تحكيها الجدران
مبنى البلدية
قصر بلدية رشت يتألق كجوهرة في قلب المدينة. هذا المبنى التاريخي، الذي يذكّر بالقصور الأوروبية الفاخرة، تم بناؤه بين عامي 1286 هـ.ش و1305 هـ.ش (1907-1926 م) بأمر من إدارة بلدية رشت. استلهم تصميمه من العمارة الروسية في سانت بطرسبرغ، ونفذه المعماري الأرمني-الألماني أرتم سرداراف. هذا المبنى لا يزال رمزًا للمدينة ومثالاً على تاريخها الغني.
فندق إيران
يقع فندق إيران في الجانب الشمالي من الميدان، وقد بدأ بناؤه في عام 1304 هـ.ش (1925 م) واكتمل في عام 1314 هـ.ش (1935 م). يمتد الفندق على مساحة تبلغ حوالي 1800 متر مربع، وكان في ذلك الوقت مكانًا فخمًا لاستضافة الزوار.
المكتبة الوطنية
تعد المكتبة الوطنية في رشت أول مكتبة وطنية في إيران، وهي واحدة من أبرز معالم الميدان. تأسست المكتبة عام 1306 هـ.ش (1927 م) بمبادرة من محمد علي تربيتي، رئيس إدارة الثقافة في جيلان آنذاك. تضم المكتبة اليوم أكثر من 150 ألف كتاب، ما يجعلها كنزًا ثقافيًا وعلميًا.
مبنى البريد في ميدان بلدية رشت
يعدّ مبنى البريد، الذي يعود تاريخه إلى حوالي قرن من الزمان، أحد أبرز المعالم السياحية في الميدان. يستضيف المبنى سنويًا معارض للطوابع والعملات والآثار التاريخية، مما يجعله وجهة مثالية لعشاق التاريخ والتراث.
هذا المبنى ذو الأربعة طوابق، والذي تبلغ مساحته 1930 مترًا مربعًا وشكله على شكل حرف L، تم بناؤه في الفترة من يوليو 1931 حتى يوليو 1932. وقد أمر ببناء هذا المبنى محمد حسين آيرم، قائد الفرقة المستقلة الشمالية.
ممشى ثقافي وترفيهي
في السنوات الأخيرة، تحوّل ميدان الشّهداء في رشت إلى أكبر ممشى حضري في إيران. فقد تمّ رصف شوارع الميدان بالحجارة، مما جعلها خالية من الضوضاء والازدحام، وتحولت إلى واحة من الهدوء والجمال. وقد أضافت النافورة الضخمة والتماثيل التذكارية، مثل تمثال ميرزا كوچک خان جنگلي، لمسة جمالية فريدة للميدان. وفي الليل، تخلق الإضاءة الساحرة والموسيقى التصويرية أجواءً رومانسية تسحر الزوار.
السوق التقليدي: قلب رشت النابض
يقع سوق رشت التقليدي بالقرب من الميدان، مما يوفر فرصة فريدة لاكتشاف الحياة اليومية لسكان المدينة وتجربة التسوق في أسواقه التقليدية ذات الألوان الزاهية.
مأكولات رشت اللذيذة
تشتهر رشت بأنها جنة محبي الطعام، ويقدم ميدان الشّهداء مجموعة متنوعة من الأطعمة المحلية اللذيذة، بدءاً من المقاهي والمطاعم الصغيرة ووصولاً إلى أكشاك الطعام التي تقدم أشهى المأكولات الغيلانية، مثل الباقلا قطوق والكباب الترش والزيتون المحشي.
تجربة لا تُنسى
زيارة ميدان الشّهداء في رشت هي فرصة لا تعوض لاستكشاف التاريخ والثقافة والفن المعماري الإيراني. فالميدان ليس مجرد مكان، بل هو رمز لهوية المدينة وعراقتها.
نصيحة
إذا كنت تخطط لزيارة ميدان الشّهداء، فننصحك بركن سيارتك في أحد الشوارع المحيطة، مثل شارع الشريعتي أو علم الهدي، والتمتع برحلة قصيرة سيراً على الأقدام عبر الأزقة القديمة للوصول إلى الميدان. ستكون هذه التجربة بمثابة رحلة إلى الماضي، وستمنحك فرصة للاستمتاع بجمال المدينة وسحرها.